تزوج "ناصر" و"إيمان" بعد قصة حب جمعتهما، وانتقلت للعيش معه فى منزله الجديد الذي اشتراه لها بمنطقة المطرية، وعدها بحياة كريمة، خاصة أنه ميسور الحال ويعمل فى الخردة منذ عدة سنوات، إلا أن صفو الحياة لم يستمر، وهدوءها انقلب عاصفة أكلت الأخضر واليابس، بعدما اشتعلت الخلافات بينهما، بسبب شكه الدائم فيها، فتارة يسمعها تتهامس فى الهاتف، وتارة أخرى تتأخر فى العودة إلى المنزل والمبيت لدى أسرتها، حتى قرر التخلص منها.
خلافات مستمرة
وصلت الخلافات بين الزوجين إلى حد الاشتباك بالأيدي، ومداومته التعدى عليها يوميا، بسبب الشك فى سلوكها، ظلّ يحاول إقناعها بالعدول عن أي سلوك مشين، لكن أضحت زوجته حديث الشارع، حتى تنامى لمسامعه ما تفعله، فلم يجد بدا من التخلص منها.
الانتقام
في إحدى ليالي صيف 2019، كان الزوجان نائمين، الأولى تغط فى سبات عميق وزوجها يدعى النوم، يفكر فى قتلها بطريقة لا تخلف أثرا أو دليلا يدينه، يتذكر أيامهما معا ورغبته فى طفل يحمل اسمه، وما يلبث أن يؤكد لنفسه ضرورة التخلص منها.
ذبح وتقطيع
خرج الزوج من غرفة نومه بهدوء، على أطراف أنامله، وتوجّه ناحية المطبخ، قاصدا الثلاجة، فتحها وأخرج منها ثمرة فاكهة، أكلها ليقتات بها في مهمته الثقيلة المقبل عليها، وشرب كوبا من الماء، واستل سكينا ودخل إلى غرفة النوم، ورفع عنها غطاء خفيفا كانت تلتحف به، فنحرها.
أنهى الزوج عملية ذبح زوجته بدم بارد، وانطلقت منها الدماء حتى تلطخت بها ملابسه، ثم سحب جثتها من أعلى السرير، وأسقطها أرضا، ثم استخدم ساطورا فى شطر الجثة إلى نصفين، وعبأها فى جوال كبير.
محو آثار الجريمة
توجه الزوج إلى الحمام وأحضر المنظفات وقام بتهوية الغرفة جيدا، ونظفها حتى محا أثر جريمته، ثم بدّل ملابسه، وارتدى أخرى نظيفة، واستقر تفكيره على إلقاء الجثة فى مكان بعيد، حتى لا تظهر مجددا، وليتسنى له الإبلاغ عن اختفاءها.
دفن السر فى مياه النيل
حمل الزوج نصفى جثة زوجته فى الجوال، واستقل سيارته وانطلق قاصدا مياه النيل، حتى وصل إلى منطقة غير مأهولة وهادئة، وألقى الجوال، ثم انصرف من المكان.
محضر الشرطة
توجه الزوج بعد مرور يومين على الحادث إلى قسم الشرطة لتحرير محضر باختفاء زوجته، وادعى أنها خرجت من المنزل ولم تعد، مثنيا على أخلاقها، مؤكدا أنه كان يبحث عنها طيلة اليومين الماضيين، لكن دون جدوى، حتى حضر لتحرير محضرا بالواقعة.
جثة طافية
ساقت مياه النيل جثة الزوجة إلى محافظة القليوبية، حيث شاهدها عدد من المواطنين، بعد أسبوعين من الحادث، وأسرعوا إلى إبلاغ الشرطة، وهرعت قوات المسطحات، وانتشلتها، وتمكنت الشرطة من تحديد هوية المجني عليها، وهي سيدة مبلغ باختفاءها منذ أسبوعين.
تضارب أقوال الزوج
استدعت الشرطة الزوج، مجددا، وأخبرته بالعثور على جثة زوجته مقتولة وملقاه فى مياه النيل، وتضاربت أقوال الزوج فى عدة جلسات مناقشة حول سلوك زوجته وعلاقتهما والخلافات بينهما، من ناحية أخرى أثبتت التحريات السرية، وجود خلافات بينهما بسبب شكه فى سلوكها.
اعتراف
بتضييق الخناق على الزوج، اعترف بارتكاب جريمة قتل زوجته، بسبب شكه فى سلوكها، وقال إنه ذبحها ثم قطع جثتها إلى نصفين ووضعهما فى جوال، ثم ألقاها فى مياه النيل، وأبلغ عن اختفاءها لإبعاد أي شبهة عنه، وأمرت جهات التحقيق بحبسه احتياطيا على ذمة الواقعة، وفى ختام التحقيقات أمرت بإحالته للمحاكمة الجنائية، التى تحدد لها جلسة 26 يناير المقبل.