تعتمد البرامج الوثائقية اعتمادا مباشرا على الحقائق التاريخية والثوابت والمتغيرات وتضاف لها قدرة المعد التحليلية للأمور والتي تعبر عن مدى ثقافته وبعد رؤيته وتمكنه من أدواته . تعريف ومفهوم البرامج الوثائقية فى الوسيلة الاعلامية والنص الوثائقي الجيد هو النص المتماسك الحامل للوحدة الموضوعية بتنوع أدوات الطرح وبلغة بسيطة ولكنها عالية والمجسد لحقائق جديدة نوعا ما على المشاهدين، وغالبا ما يرتبط بمناسبة محددة وغالبا ما تكون الصورة فيه متوفرة والضيوف أيضا وقد يكون من الممكن إدخال ريبورتاجات جماهيرية سريعة لزيادة أدوات المعد . وأول ما يخطر ببال معد المادة الوثائقية هو: 1. مدى توفر المادة التاريخية والجغرافية 2. في أي عصر من العصور تبحر المادة 3. طبيعة ذلك العصر ومدى الرخاء أو العسر الاجتماعي السائد في ذلك العصر ونوعية الحكم ومدى اهتمام المجتمع في تلك الفترة والتحولات التي شهدتها تلك الفترة. 4. المقارنة بينها وبين نفس المجتمع قبلها وبعدها 5. الغرض من كتابة هذه المادة ومدى الربط بينها وبين الوقت والتاريخ الذي يتم فيه بثها وهل يراد بها التحريض السلبي أم الايجابي وتمر مرحلة الإعداد للنص الوثائقي بمراحل عدة، حتى يتمكن المعد من تقديم برنامج وثائقي مترابط ومرتكز على معلومات واقعية غير قابلة للتكذيب، وهذه المراحل هي: المرحلة الأولى: جمع المادة التاريخية والجغرافية والاجتماعية والعلمية والعيش لفترة بعقله في الفترة التي تدور فيها أحداث المادة الوثائقية، ويفضل أن يؤكد المادة بواسطة مدققين مختصين. المرحلة الثانية: يبدأ بعدها المعد في فرز الحقائق الخاضعة لآراء متناقضة أو تحليلات متقاطعة، فمثلا يتحدث مع بعض المؤرخين عن سقوط مدينة ما بسبب ضعف شخصية الملك، بينما يرى آخرون أن خيانة الحاشية كانت السبب، في مثل هذه الحالة لابد للمعد المحايد من العودة مرة أخرى للبحث من جديد والتركيز على تصرفات الملك وتصرفات الحاشية، للوصول إلى ما يقنعه بالمعلومة التي يختارها لمادته ضمن المعلومات الأساسية . المرحلة الثالثة: اختيار ما يريده من المادة التي هو بصدد إعدادها، ويفضل في هذه الحالة اختيار معظم المعلومات التي يتم طرحها للمرة الأولى أو المعلومات غير شائعة الطرح، بهدف تقديم الجديد للمشاهد ويشفعها بالمعلومات الثابتة. وحتى المعلومات التي يعرفها المشاهد من الأفضل أن يطرحها المعد بتفاصيل حقيقية غير معروفة للمشاهد أو غير متداولة للمشاهد بهدف إضافة جديد. المرحلة الرابعة: بعد فرز واختيار الحقائق والمعلومات تأتي مرحلة التساؤلات عن التغطية الصورية لتلك الحقائق هل هي متوفرة؛ ولو كانت غير ذلك ما مدى إمكانيات الجهة المنتجة في توفيرها أو الاستعاضة عنها بالتقنيات الحديثة أو بواسطة رسام أو حتى بواسطة الكتابة على الشاشة . المرحلة الخامسة: مرحلة تحديد الشخصيات التي يمكن الاستدلال بها كشاهد على الحدث؛كشاهد عيان أو مؤرخ أو خبير مطلع أو محلل أو غيره من الشخصيات المدعمة للمادة الوثائقية، والتي تسد الثغرات التي يتركها عدم وجود الصورة لبعض الأحداث. المرحلة السادسة: تأتي مسألة تمكّن المعد من عباراته ومفرداته اللغوية لأن المادة الوثائقية تتطلب لغة عالية جدا وجمل محددة جدا ولا يعيبها مباشرة طرح الأحداث والحقائق ولكن المباشرة تأتي في سياق تسلسل قصصي أو نصي أو تحليلي متماسك وتلقائي يعتمد على الشد وجذب الانتباه . والمعد الوثائقي الجيد هو من يتمكن من تذويب العوامل المتوفرة لديه وتوزيعها التوزيع الصحيح في النص؛ عبر: 1.الدخول من المادة التاريخية للضيف ومنه للرسومات 2.الكتابة والتحليل وتدوير الدورة من جديد أو توزيع أدواته حسب كمية تواجدها عنده 3.المحاولة قدر المستطاع تكثيف المادة التاريخية الصورية 4.التقليل قدر المستطاع من مساحات الوجوه المستضافة التي تتكلم كلاما مباشرا أما في الإذاعة فتتعدد المؤثرات الموسيقية وفي معظم الحالات تتم الاستعاضة بشخصية الراوي أو المذيع للربط والاستعاضة عن فراغ الصورة والتي يرسمها كل مشاهد في مخيلته حسب تفاعله مع النص، ويبقى التناول الوثائقي الإذاعي بالأسلوب الإخباري نوعا من أنواع الطرح الذي لا يمكن تعيبه. وتكمن صعوبة النص التوثيقي في أن ما يتم تناوله قد يكون عاديا لدى المشاهد، مما يتطلب من المعد جهدا إضافيا في استكشاف الزوايا الميتة التي قد تثير دهشة المشاهد وما يسمى بلا مرئيات المرئي؛ وهي النقاط والأمكنة التي لا تركز عليها العيون والعقول كثيرا رغم تكرار الرؤيا. شاهد ايضا الإعلام الإسلامي والمرأة ودورها البارز مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي الأسس والمفاهيم الإعلامية الأساسية
http://dlvr.it/SFcnmX
http://dlvr.it/SFd93C
http://dlvr.it/SFd93C